تهديد المسلسلات الرمضانية للأخلاق
الكاتب: طارق أمهان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مستوى مسلسلات رمضان الأخلاقي في انحدار متواصل وكل يوم تزداد المفاهيم غير الأخلاقية التي تروج لها المسلسلات عامة و مسلسلات رمضان خاصة لذلك وجب تنبيه الأسرة المسلمة لذلك بذكر بعض هذه المفاهيم الخطيرة التي يرجون لها في مسلسلات رمضان وهي:
- تشجيع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب وقبول ذلك في الأسرة الواحدة!
-ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل شرائع الدنيا في مسلسلات رمضان على أنه حل لمشكلة الزنا والعلاقات غير المشروعة، بل لا نجد فيها ما يحرم ذلك من طب أو قانون أو عقيدة!
- نشر ثقافة العري والأزياء الغربية الفاضحة وتعاطي الخمور والمسكرات.
- عرض مشاهد الفاحشة دون حياء.
- تشجيع النساء للتمرد على أزواجهن وجعل القوامة في أيديهن.
- يقوم على مسلسلات رمضان الهدامة فريق إعلامي وفني مسخر لنشر ثقافة العلمانية المضللة.
إنه الغزو الثقافي والفكري الذي أصبح يعشش في أذهان شبابنا وهم يتشربون قيم المجتمعات الغربية دونما رقيب أو حسيب بل أحيانا بمباركة أولياء أمورهم وذويهم.
- مئات الحلقات إذا كان أجيالنا يشاهدون مسلسلات رمضان يومياً وبمتابعة دورية ومنتظمة وكأنهم يدعمونها ويساعدون من يبث هذه السموم على تلقيها!!!، فماذا سيحدث لو استمر عرض مسلسلات رمضان هذه لسنوات مقبلة؟
وماذا لو أصبح أبناؤنا وبناتنا بمقدورهم فعل كل ما تبرمجوا عليه من هذه المسلسلات؟
وكيف سيكون الحال حينئذ؟! - كيف نسمح لأبنائنا بأن يتشربوا ثقافة أهل الباطل والمفسدين الذين يصورون على أنهم القدوة وأنهم من المجتمعات الراقية والعائلات المرموقة حتى يصبحوا نسخة عن مجتمعاتهم الفاسدة المنحلة؟! - وماذا تقول أنت أيها الأب وأنت أيتها الأم إذا علمت من أحداث مسلسلات رمضان ما يلي:
- أن الأم التي أنجبت بطلة المسلسل قد أنجبتها سفاحا؟ وأن البطلة كذلك حملت سفاحا من حبيبها؟ - ويأتي شخص آخر يريد أن يتزوجها وهو يعلم أنها زانية وفي أحشائها حمل سفاح؟
- إنه باختصار تبسيط للعلاقات المحرمة بطريقة مضللة، حيث يجعلون من الزاني والزانية، أبطالا يتعاطف الناس مع قصتهم ويصورونهم على أنهم قدوات ومثل عليا للشباب، ويجوز لهم فعل أي شيء من المحرمات باسم الحب!!
*- إن شهر رمضان من الأزمان التي اصطفاها الله وفضلها على غيرها فجعل ثواب الفروض والنوافل مضاعفة أضعافا كثيرة عن غيرها من الشهور فكيف نقضي أوقاته بمتابعة مسلسلات رمضان التي ستلحق بنا السيئات أضعافا مضاعفة.
ولا حول ولا قوة الا بالله.
* مسلسلات رمضان تدعو إلى الرذيلة وتحبذها وتنصرها وتؤيدها وتنشر أسبابها.
فعلى المسلمين أن يقاطعوها وخاصة في رمضان و ألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم
وإبعادهم عن المنهج المستقيم، بل عليهم تقوى الله وشكر الله على نعمه، والالتزام بالطريق المستقيم.
- لايختلف اثنان على أن هذه مسلسلات رمضان تشكل خطراً على قيم المجتمع الإسلامي وأخلاقياته، وهي من المحرمات، بل ومن الواجب تحصين المجتمع منها،
وعلى كل فرد حريص ومحب لمجتمعه مسؤولية في توعية المجتمع بخطورة هذه المسلسلات، وعلى الأسرة مراقبة أبنائها وما يشاهدونه من أعمال وتوجيههم نحو الأفضل، وتحذيرهم من الأعمال التي تنعكس سلباً على أخلاقهم وقيمهم.
*- إن من أعظم مخاطر مسلسلات رمضان فضلاً عن مخاطرها التي تهدد الأسرة المسلمة وقيمها وأخلاقها أنها ملهية عن ذكر الله، وفيها ضياع للأوقات والأعمار التي سنحاسب عليها يوم القيامة فكيف إذا كانت هذه الأوقات من أفضل الأوقات عند الله.
وعلى المسلم أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا استغله؟، قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه. فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها،
* و مسلسلات رمضان تشتمل على منكرات عديدة أفنترك القرآن والعبادة في شهر القرآن ونفسد صيامنا بمشاهدتها.
*- إن التربويين والمتخصصين في الإصلاح الأسري يحذرون من آثار المسلسلات السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا،
وتأجيج حدة الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات.
* فهذه دعوة نوجهها إلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من متابعة تلك الحلقات الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا.
وعلى المختصين والدعاة والعلماء أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم]. إنه نداء وتذكرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يتذكر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} البروج.
حفظ الله بلادنا وشبابنا وأخلاقهم ودينهم من كل سوء يراد بهم والحمد لله رب العالمين.

تعليقات
إرسال تعليق