مسرحية " أرسل رتلا "

الكاتب : طارق عبد الحكيم أمهان


المشهد الأول: (في الكرملين)

بوتين: ماذا فعلتم حتى طلب أردوغان مقابلتي؟ 
المستشار: صارت قواتنا قريبة من إدلب 
بوتين: أخذتم معرة النعمان؟
المستشار: نعم وسراقب 
بوتين (غاضبا) : لو لم أسألك لما عرفت، متى سيتغير هذا الأسلوب عندكم؟!
المستشار: نقدم لك المعلومة اللازمة في الوقت المناسب عندما يكون مطلوب منك مهمة معينة يارئيس.
بوتين: حسنا ، ماذا أفعل الآن؟ 
المستشار: نريد تفعيل طريق حلب دمشق الدولي وبعض الوقت للصيانة، وتبديل عناصرنا
احرص أن لا يشعر بذلك واجعل الحوار في موضوع آخر. 
ما الذي يمنعنا من تفعيل الطريق؟ أليس تحت سيطرتنا؟ 
المستشار : بلى إنه تحت سيطرتنا لكن الإرهابيين يستطيعون قطعه وتهديد جميع السائرين عليه باستخدام هاون صغير أو متوسط. 
لقد تقدمنا إلى النيرب ثم خسرناها وتقدمنا إليها مرة أخرى ثم خسرناها مرة أخرى. 
إن ثبات الوضع كما هو الآن أفضل من التقدم إليها مجدداً لأن استمرار المعارك في هذه البقعة لن يسمح لنا بتفعيل الطريق. 
بوتين: حسناً. 

المشهد الثاني: ( في أنقرة)

وزير الخارجية: وافق بوتين على اللقاء.
أردوغان: كان عليكم الوصول لاتفاق دون تدخلي. 
وزير الخارجية: المفاوضون الروس متحجرون ولم يتقاربوا معنا أبداً. 
أردوغان: ما المطلوب الآن؟ 
وزير الخارجية: إذا استمر تقدم الروس ستنزح إدلب وما حولها وكل المناطق جنوبها وجنوبها الغربي نقدر العدد بثلاثة ملايين نسمة، سيكون التعامل معهم صعبا ولا يمكن منعهم من تجاوز الحدود. 
أردوغان: إذن وقف إطلاق نار أو هدنة .
وزير الخارجية: يفضل الحديث عن حدود سوتشي لأن ذلك يقوي موقفنا في المفاوضات. 
أردوغان: حسنا. 

المشهد الثالث: (في روسيا)

 على باب قاعة الاجتماع أردوغان ينظر في وزير الخارجية ووزير الخارجية تبدو عليه الحيرة.
يجلس أردوغان على كرسي موجودة أمامه محاولا ضبط أعصابه

المشهد الرابع: في القاعة

أردوغان: مرحبا
بوتين : أهلا
أردوغان: وقفنا طويلاً على الباب! 
بوتين : سيعاقب المسؤول عن هذا التأخير تفضل
- يجلس الجميع-
بوتين : ماذا تريد سيدي الرئيس؟ 
أردوغان: لقد تجاوزتم حدود سوتشي كثيراً 
بوتين : علينا الوصول إلى طريق حلب اللاذقية أيضاً ألا ترى أنه الحل الأنسب؟ 
أردوغان: لن نسمح بذلك وخاصة إذا اقتربتم من إدلب. 
بوتين : كيف ترى أنه يمكننا حل هذه المشكلة؟ 
أردوغان: توقفون إطلاق النار وتعودون لحدود سوتشي 
وزير الخارجية هامسا: سيدي لقد كشفت مطلبنا الحقيقي
- يسكته أردوغان بنظرته. 
بوتين : نوافق على ذلك إذا تم تسيير الدوريات المشتركة على طريق حلب اللاذقية. 
أردوغان: تعودون أولاً ثم يتم تسيير الدوريات على الطريقين. 
بوتين : سنقوم بذلك عندما نسيطر على إدلب.
أردوغان : لن نسمح بذلك.
بوتين : نقطتكم في معر حطاط تعطل طريق حلب دمشق الآن. 
أردوغان : يمكن أن توافق على فتحه
بوتين : ونحن نقبل بوقف إطلاق النار. 
أردوغان : حسنا،  والعودة إلى حدود سوتشي؟
بوتين : سوتشي غير قابلة للتطبيق اليوم 
إذا تم تسيير الدوريات على طريق حلب اللاذقية نفكر في إعادة تفعيله. 
أردوغان :  ألغيته بهذه السهولة! 
بوتين : إنه الواقع. 
أردوغان : حسنا نوافق على تسيير الدوريات، بشرط العودة لحدود سوتشي
بوتين : لا بدّ أن نلتقي للتباحث في ذلك فيما بعد ففيه تفاصيل كثيرة. أعدك بذلك. 
أردوغان : حسنا. 
بوتين : إذن تفضلوا على المائدة أيها السادة

-خلال الانتقال إلى مائدة الطعام- 
المستشار لبوتين هامسا: كنت رائعاً سيدي الرئيس. 
وزير الخارجية لأردوغان: لا بأس بذلك سيدي المهم إيقاف النزوح. لكن كيف سنسير الدوريات؟
أردوغان: أية دوريات!  
اذهب واتصل بهم ليرسلوا رتلا  لقد تأخر عن موعده اليوم.


بقلم: طارق أمهان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما وراء الإستراتيجية التركية في إدلب

الشهيدان سامر قشيط وأيمن صبوح

تهديد المسلسلات الرمضانية للأخلاق